العروس الشهيدة ..بقلم الكاتبة / صالحه الحارثي

معاً نغُوص بدليل ركْضها المُهرعُ ' فمهلاً أيها القلم على نزْف تاريخها المُكترب ' تُبحلق تلك النجْلاّء لترى أنّ أرضها الواسعة قد تمددتْ فأتيتُ لها من جوف الليل الحاِلكْ لعلّي أقبض وسْام الشرف من فؤادها وأزرعها بأرضي المجلوفة كبذرة خيراً وآمالُ وأسقيها شجاعةً وإنتصارُ .' سوف يبهر السامع من أجلها أيتها الأذن الصمّاء إفتحي مسامعكْ
لديِ ماهو بالتاريخ قد نال شرفه وآنّ وقته ..' فهِيٓ بخُطى العامِي لم تسبق تاريخها ' أضْحت تُأزرف على جسدها النحيل قطعة قمِاشْ ذات البياض النقي لكي تهُبْ مرفرفاً في سقف السماء كالطائر الهوين ' أحبتي لنعيش لحظات ليست من الخيال ' لكنّها غير مسبقة الإنتظار ' .. فالقادم أصبح لايتسع مداركنا ..'' فقد رأيناها عروساً نازفاً من فؤادها حلاوة الإيمان ' لتتذوقتها بسيف الشجاعةٌ ! والإمكانْ ' . قساوة وإضطهاد ذلكْ الوقتْ قد حاربها وأنّساها فرحة العمر ' .. ! أسْرعتْ يمائنْ وشمائلْ تُناظر لرفيق دربها وصُلب قلبها قد صُعدتْ أرواحهم إلى السماء السابعة ' ففي غضون دقاتُ القلب المتزايدة أوصدتْ مُنيتها الراغبة في أنّ تلتحِق بهم ' ..! فهذا الشرف تُريد إلتهامه ..' حقيقاً لم يغمر جسدها ورداً ملوناً '' .. بل أزفتْ من عروقها دماً معطراً لتحمي حلاوة فؤادها الذي أسقاها رب العالمين ' وتنال العزة فوق أرضها الطاهرة ' وتعيش حُلمْ ليلتها الشْارِفة ..'
! معي نردد ' الله أكبر ..'' الله أكبر ..' الله أكبر '
فهو قد أعلى الحقْ علواً كبيراً '، وأصمتْ الباطلْ صموتاً خفياً ...' ' وتنتهي بها اللحظة عروساً تقاتل إيمان قلبها الشغيف ' ويستبشر بها التاريخُ ممُجداً .. '

المقصود بالعروس الشهيدة هي الصحابية
هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية، بنت أخي أبي جهل عمرو بن هشام عدو الله ورسوله، أمها فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد سيف الله المسلول.. توفي زوجها الأول والثاني 👥 شهداء فداءً للاسلام  .
قتلت سبعه من الروم و قتلت هي في ليلة زفافها !!


بقيت ذكراها خالدة ومواقفها في الوفاء لأزواجها نبراساً يضيء🌟 الطريق أمام كل زوجة تريد أن تسجل صفحات جديدة من الوفاء والإخلاص للزوج .. امرأة حملت سجلاً حافلاً بالعطاء والسيرة الحميدة .. والمسيرة المجيدة .. امرأة عاشت بين أهل الوفاء والفداء .. فارتفع مقامها بين المناضلين الشرفاء .. وأسهمت بنصيب وافر في السمو بمكانة المرأة المسلمة .. وأنعم الله عليها بأحمد الصفات .. وأفضل الخصال .. فأصبحت رمزاً للتضحية والفداء .. ومثلاً في الإخلاص والوفاء🌹 .. في وقت المحن والملمات تجدها صابرة محتسبة☝🏻 .. وفي زمن الجهاد والغزوات فارسة منتصرة 🐎.. رحم الله تعالي هذه الصحابية المؤمنة العفيفة والصحابية الجليلة العابدة .. رحم الله أم حكيم المرأة المؤمنة الوفية المخلصة زوجة الشهداء .. وصانعة الأبطال وجزاها خير الجزاء  عما قدمته  للإسلام والمسلمين.
ورضي عنها وعن صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم 🍃🍃

ورضي عنها وعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم